رغم كل المجهودات المبذولة بالمغرب في مجال الوقاية وعلاج مختلف أنواع السرطان، إلا أن المؤشرات الوبائية الخاصة بهذا المرض الفتاك تظل مقلقة، خاصة سرطان الرئة الذي يعتبر السبب الأول للوفيات بالسرطان لدى الرجال المغاربة.
وتشير المعطيات الإحصائية المتوفرة إلى تسجيل 8825 إصابة بسرطان الرئة بالمغرب، ووفاة حوالي 7900 مريض منهم، 87 في المائة منها ناتجة عن التدخين، إذ لا يتعدى معدل البقاء على قيد الحياة في صفوف المرضى بهذا النوع من السرطان سنتين لدى 10 في المئة فقط من المصابين، فيما يصل معدل الفتك به إلى 68.9 في المائة، وهو، وفق تأكيد الأطباء، سبب الوفيات الثاني في المغرب بعد أمراض القلب والشرايين.
ويأتي سرطان الرئة في مقدمة السرطانات المميتة في المغرب حيث يتسبب في أكثر مـن 6500 حالة وفاة، معظمها بين الرجال بما يمثل نسبة %88 مقابل 12% في أوساط النساء، متبوعا بسرطان القولون والشرج، بينما في أوساط النساء يتسبب سرطان الثدي في وفاة أزيد من 4000 امرأة سنويا يليه سرطان المستقيم.
هذا العام وتزامنا مع اليوم العالمي لسرطان الرئة الذي يصادف فاتح غشت من كل سنة، وجّهت جمعيات طبية مغربية طلبا إلى الجهات الحكومية الوصية من أجل تطبيق صارم لقانون مكافحة التدخين 15/91، الذي يحظر التدخين في الأماكن العامة، مؤكدة على ضرورة الإسراع في تنفيذ هذا القانون لحماية الصحة العامة.
في هذا الصدد، أطلقت جمعية “دار زهور”، وهي جمعية متخصصة في دعم ومرافقة الأشخاص المصابين بالسرطان، حملتها التوعوية بسرطان الرئة، بغرض التحسيس بأهمية الفحص عن هذا النوع من السرطانات الذي يعد تحديا حقيقيا أمام المنظومة الصحية في المغرب، في ظل الأرقام المرتفعة بشأن انتشاره بالمملكة والتي تعتبر مقلقة للغاية.
وتقول الجمعية في تقريرها، إن “الجزء المنسوب لسرطان الرئة لدى الذكور المرتبط بالتدخين يبلغ حوالي 87%، مع إمكانية تجنب 3049 حالة من هذا السرطان لدى الرجال من خلال الوقاية من التدخين”، لافتة، نقلا عن منظمة الصحة العالمية، إلى أن الوقاية من التدخين التي تتكيف مع الوضعية الوبائية في المغرب يمكن أن تقلل بشكل كبير من عبىء هذا المرض الفتاك.