الجهة تيفي…Atalayar
قالت صحيفة “Atalayar” في تقرير حديث، أن المغرب المعروف بتاريخه الغني وثقافته النابضة بالحياة، يبرز في المجال الاقتصادي بفضل احتياطياته الهائلة من الفوسفات. مشيرا إلى أن المغرب يمتلك ما يقرب من 70٪ من احتياطيات صخور الفوسفات في العالم، وهي مادة ضرورية لإنتاج الأسمدة ومواد البطاريات. حيث يضع هذا المورد البلاد في موقع استراتيجي لزيادة ثروتها ونفوذها في الأسواق الرئيسية.
ويصيف المصدر ذاته، أن المغرب لديه أكثر من 50 مليار طن من احتياطيات الفوسفات، وهو رقم يتجاوز بكثير احتياطيات أي بلد آخر. وبالمقارنة، فإن الصين، أكبر منتج للفوسفات، لديها 3.2 مليار طن فقط. حيث تقع منابع الفوسفات المغربية الرئيسية في مناطق مثل خريبكة وواد الذهب-الكويرة واليوسفية، والتي تعد موطنا لبعض المناجم الأكثر إنتاجية واتساعا في العالم.
وقال المصدر، أن الفوسفات يعد مادة بالغة الأهمية للأمن الغذائي العالمي، لأنه يستخدم لإنتاج الأسمدة الأساسية للزراعة. بالإضافة إلى ذلك، فإنه يلعب دورا حيويا في تصنيع الحديد وفوسفات الليثيوم، وهو مكون رئيسي لبطاريات ليثيوم الأيون المستخدمة في السيارات الكهربائية وأنظمة تخزين الطاقة. وهذا يضع المغرب في موقع مؤثر في كل من الصناعة الزراعية وصناعة السيارات الكهربائية الناشئة.
واسترسلت الصحيفة، إلى أنه على الرغم من حقيقة أن الصين تقود إنتاج الفوسفات ب 90 مليون طن في عام 2023، فإن المغرب في المركز الثاني ب 35 مليون طن. ومع ذلك، توفر أكبر الاحتياطيات المغربية فرصة كبيرة لتحسين دورها في سلسلة توريد الفوسفات العالمية، خاصة في مواجهة الطلب المتزايد على مواد البطاريات. فصلا عن كون المملكة المغربية المصدر الرئيسي للفوسفات الخام في العالم ورابع أكبر مصدر للأسمدة. إذ في عام 2021، زود المغرب 54٪ من جميع الأسمدة في أفريقيا، وهي سوق حاسمة بالنسبة للمغرب
المغرب احتياطات كبيرة من المعادن القيمة الأخرى مثل الرصاص والزنك والفضة والباريت والفلوريت والنحاس والمنغنيز والأنتيمون والذهب، حيث يمثل التعدين 10٪ من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، ويساهم الفوسفات بنسبة 90٪ من هذا القطاع. إذ في عام 2023، عرفت صادرات الفوسفات ومشتقاته انخفاضا بنسبة 34٪، لتصل إلى 76 مليار درهم (7.6 مليار دولار)، ويرجع ذلك أساسا إلى انخفاض أسعار الأسمدة الدولية.
وعلى الرغم من مزاياه، تقول الصحيفة، أن قطاع التعدين في المغرب يواجع تحديات مثل التأثير البيئي وندرة المياه واحتياجات البنية التحتية. حيث يتطلب استخراج الفوسفات وتجهيزه كميات كبيرة من المياه، وهو مورد نادر في المناخ شبه القاحل في البلاد. بالإضافة إلى ذلك، يتطلب تطوير وصيانة البنية التحتية في المناطق النائية استثمارات مستمرة.