لطيفة لبريز
عرفت حقينة سد المسيرة الذي يعتبر ثاني أكبر سد بالمغرب تراجعا كبيرا، وتراجع المخزون المائي بهذا الشكل الحاد لسد المسيرة بسطات المزود الرئيسي لجنوب الدار البيضاء وعددا من المدن المجاورة بالماء الصالحة للشرب، نتيجة لتراجع التساقطات المطرية وارتفاع درجات الحرارة المستمر بسبب تداعيات تغير المناخ العالمي، يندر بعطش ساكنة المناطق المزود لها بالماء الشروب.
ووفقا لخبراء البيئة والمناخ، فإن هذا الوضع ينذر بكارثة إنسانية قد تؤثر على ملايين السكان في جنوب العاصمة الاقتصادية والمدن المحيطة بها، مما قد يضطر السلطات إلى قطع المياه لفترات محددة للحفاظ على المخزون المتبقي حتى فصل الشتاء.
وتبلغ حقينة سد المسيرة، وفق المعطيات التي قدمتها المديرية العامة لهندسة المياه، بتاريخ اليوم 09/05/2024، 1.77 في المائة، أي بحجم 47.2 مليون متر مكعب من المياه. مقابل 4,2 في المائة، أي 112,3 مليون في نفس المدة في السنة الماضية.
ويبلغ الحجم العادي لسد المسيرة، وفق المعطيات الرسمية، 2657 مليون م3، وتعد مياه الأمطار المصدر الأساسي لتزويده، إلا أنه يتم في المدة الأخيرة تطعيمه من سدي وادي أحمد الحنصالي وبين الويدان.
وإلى جانب التحذيرات المتكررة بضرورة ترشيد استهلاك المياه، أطلقت السلطات الحكومية عمليات ربط مائي بين حوضي سبو وأبي رقراق، ما يتيح تحويل 300 إلى 400 مليون متر مكعب سنويا، بالإضافة إلى مشروع الربط بين المنظومتين المائيتين لشمال وجنوب الدار البيضاء لتعزيز تزويد المياه الشروب من سد سيدي محمد بن عبد الله، وفق ما أكده وزير التجهيز والماء خلال لقاء جهوي العام الماضي.