الشرقي لبريز
كشفت منصة “Global Forest Watch” المتخصصة في مراقبة الغابات حول العالم، عن معطيات تفيذ ان غابات المغرب تعرف تراجعًا مقلقًا في الغطاء الغابوي.
وحسب المعطيات الصادرة عن ذات المنصة، فان المغرب 58.6 ألف هكتار من الغطاء الغابوي بين عامي 2001 و2023، وهو ما يمثل نسبة 9.0% من إجمالي الغطاء الغابوي في المملكة، وان حالة الغابات في المغرب عرفت تدهورًا كبيرًا في المساحات الغابوية خلال السنوات الأخيرة.
ويتركز هذا التراجع بشكل أساسي في المناطق الشمالية والغربية من البلاد، مما يشكل تهديدًا حقيقيًا للتوازن البيئي والاقتصادي في البلاد.
ويُعزى هذا التراجع إلى عدة عوامل، تتراوح بين الأنشطة البشرية غير المستدامة مثل الزراعة والتوسع العمراني وقطع الأشجار بشكل غير قانوني، وتأثيرات تغير المناخ الذي يؤدي إلى جفاف الأراضي وتدهور التربة وحرائق أحيانًا.
وتركز هذا التراجع بشكل أساسي في المناطق الشمالية والغربية من البلاد، حيث أدت هذه الأنشطة إلى تدمير مساحات واسعة من الغابات التي كانت تشكل حاجزًا طبيعيًا ضد تآكل التربة.
ولم يتوقف التقرير عند تشخيص المشكلة، بل أشار إلى أن هذا التراجع له تأثيرات سلبية متعددة على البيئة والمجتمع. إذ من أبرز هذه التأثيرات، تآكل التربة الذي يزيد من مخاطر الانجرافات الأرضية، وفقدان التنوع البيولوجي مع اختفاء العديد من الأنواع النباتية والحيوانية التي كانت تعيش في هذه الغابات.
كما يزيد فقدان الغابات من انبعاثات الكربون، حيث تعمل الأشجار كـ”رئات خضراء” تمتص ثاني أكسيد الكربون من الجو، مما يفاقم مشكلة تغير المناخ التي تعاني منها المنطقة بأسرها.
من ناحية أخرى، أوضح التقرير أن هذا التراجع يؤثر على المجتمعات المحلية التي تعتمد بشكل كبير على الموارد الغابوية في معيشتها اليومية، مثل الحطب والأعشاب الطبية.
ويُخشى أن يؤدي فقدان هذه الموارد إلى تفاقم الفقر والهجرة من المناطق الريفية إلى المدن، بحثًا عن مصادر دخل جديدة.
وحذر التقرير من أن استمرار هذا التراجع دون اتخاذ تدابير فعالة للحفاظ على الغابات وتجديدها قد يؤدي إلى نتائج كارثية في المستقبل. وأشار إلى ضرورة تبني سياسات لحماية الغابات، مثل تعزيز الرقابة على الأنشطة البشرية داخل المناطق الغابوية، وتشجيع برامج التشجير وإعادة الغطاء النباتي.
كما دعا التقرير إلى توعية المجتمعات المحلية بأهمية الحفاظ على الغابات كمصدر رئيسي للحياة والتوازن البيئي، وأهمية إشراكها في جهود الحفاظ على هذه الثروات الطبيعية.