الجهة تيفي ــ الشرقي لبريز
إن شبكات التواصل الاجتماعية اصبح لها تأثير على الصحة النفسية لمستخدميها، الامر الذي يتمظهر من خلال سلوكيات الفردي اوالجماعي، وقد اصبحت منصة “تيك توك” المحطة المحتلة للصدرة في هذا نظرا لكون رودها فاق المليار رغم انها لم تظهر الا نهاية سنة 2017.
وقد تم تصميم تطبيق ال”التيكتوك” لتحفيز النزعة الاستهلاكية “الآنية” لدى المستخدمين الذي يفوق عددهم المليار، معتمدا منطق العصر المتميز بسرعة التحول، حيث “لا شيء يدوم والأشياء تنبثق وتختفي بسرعة فائقة”.
ولعلّ أبرز أسلحة التطبيق الصيني تكمن في خوارزمياته التي تتيح لأي شخص لا يمتلك حتى عدداً كبيراً من المتابعين أن ينشر محتوى ينتشر كالنار في الهشيم خلال دقائق، بمعنى أن يُطلق صيحة بغض النظر عن مدى جدية او تفاهة محتوى هذه الصيحة أو أضرارها وتداعياتها وخطورتها ونتائجها على المجتمعات.
كما ان من خصائص وميزات التطبيق الصيني الحديث العهد والذي لم يتجاوز وجوده العقد من الزمان، اذ يكفي أن يتم النقر على أيقونة التطبيق لتشتغل مقاطع الفيديوهات تلقائياً عكس تطبيقات التواصل الاجتماعية الأخرى، إذ أن “تيك توك” قد تمّ تصميمه لمشاهدة مقاطع الفيديوهات إلى ما لا نهاية، دون وع ولا ادارك من المستهلك ان مشاهدة الفيديوهات ولو لبضع ثوان كافية ليحدد البرنامج اهتمامات الشخص وما يمكن أن يثير انتباهه واهتمامه.
ان اعتمد التطبيق خاصية الهدايا في البثوث المباشرة وايضا الجولات جعلت مستعملي التطبيق لقمة صائغة وبضاعة سهلة المنال عند مقدمي الهدايا اي الـ”الداعمين” بلغة التطبيق.
وقد كشفت دراسة حديثة أذهلت العلماء والمختصين في مجال الصحة النفسية، اذ ان 10 دقائق يومية تقضيها على تطبيق تيك توك قد تؤثر سلبًا على صحتك العقلية، وقد خلصت الدراسة الى ان:
تصميم التطبيق يحفز المستخدمين على قضاء وقت أطول فيه، مما يؤدي إلى الإدمان الرقمي وتأثيره السلبي على التركيز والإنتاجية.
المقارنات الاجتماعية، إذ ان مقاطع الفيديو المنتشرة على تيك توك، تدفع الفرد إلى مقارنة نفسه بالآخرين، مما يولد مشاعر الحسد والاكتئاب.
انتشار الأخبار الكاذبة والشائعات على التطبيق يمكن أن يؤدي إلى القلق والتوتر.
هذا اضافة الى ان التطبيق يسمح بنشر فيديوهات تتضمن محتوى عنيف ومتطرف قد يؤثر سلبًا على صحة نفسية الأطفال والمراهقين.